رئيس الجمهورية يشارك في قمة الظهران ويحضر تمرين درع الخليج

شارك  فخامة رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله أمس الأحد، في أعمال القمة العربية الـ 29 ، التي استضافتها مدينة الظهران شرق المملكة العربية السعودية. ومن المقرر أن يحضر فخامته اليوم فعاليات ختام تمرين «درع الخليج المشترك 1».

ودعا رئيس الجمهورية، في خطابه بالقمة، القادة العرب، الى تكثيف الجهود والتعامل بحزم مع الأزمات المستفحلة التي تعايشها المنطقة العربية لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار فيها وتحقيق النماء والازدهار لدولها.

وأعرب الرئيس جيله عن وقوف جيبوتي الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، مشددا على ضرورة التحرك العربي الفاعل والنشط  على الساحة الدولية لحمل الدولة العبرية القائمة بِقوة الاحتلالِ على إيقاف ممارساتها العنصرية، وجرائمها المتكررة.

كلمة الرئيس 

وفيما يلي النص الكامل لكلمة الرئيس في القمة:-

"يسعدني في البِداية أَن أَتوجه بخالص الشكر ووافر التقدير لأخي حضرة خادم الحرمين الشريفين الملك/ سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولحكومته وشعبه الشقيق على استضافة هذه القمة، وعلى حفاوة الاستقبال وكرم الوفادة.

كما يطيب لي أن أتقدم بعميق الشكر إلى أخي جلالة الملك عبد الله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، على ما بذله من جهد مقدر وعمل دؤوب خلال رئاسته للدورة السابقة للقمة، والشكر موصول للأمين العام للجامعة العربية، وكوادر الجامعة على ما بذلوه من جهود من أجل إنجاح القمة.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،

تنعقد قمتنا في ظل ظروف تستدعي الوقوف أَمامها بمسؤولية تاريخية، فالأزمات المستفحلة التي تعيشها منطقتنا تحتم علينا تكثيف الجهود، والتعامل معها بعزم وتصميم وبروح المسؤولية الجماعية، حتى يتسنى تجاوز تلك الْأزمات التي استنزفت طاقاتنا ومواردنا، وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار لمنطقتنا، وتحقيق النماء والازدهار لدولنا وشعوبنا، وتأمين مستقبل مستدام للأجيال القادمة.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،

بالرغم من الأوضاع المضطربة والأزمات التي تعصف بالمنطقة العربية، فإن الْقضية الفلسطينية ستبقى القضية الأولى والمركزية لأمتنا.

وفي هذا الصدد، فإِننا نشدد على دعمنا المطلق، ووقوفنا الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، كما نؤكد على ضرورة التحرك العربي الفاعل والنشط على الساحة الدولية لحمل الدولة العبرية، القائمة بقوة الاحتلال على وقف ممارساتها العنصرية، وجرائمها المتكررة، وآخرها عمليات القتل والقمع الْهمجي بحق المتظاهرين السلميين في ذكرى يوم الأرض. ونطالب في ذات الوقت بتوفير الحماية الدولِية للفلسطينيين ضد هذه الجرائم والاعتداءات اليومية التي يتعرضون لها.

ونعيد التأكيد مرة أخرى على أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو1967، وعاصمتها القدس الشرقية، يعتبر السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل والدائم.

وفيما يتعلق بالوضع في سوريا، فإننا نجدد موقفنا الثابت بضرورة إيجاد حل سياسي يضع حدا للمعاناة الإنسانية، ويحقق طموحات الشعب السوري الشقيق، ويحافظ على وحدة الْبلاد، ويصون استقلالها وسيادتها.

وبشأن التطورات في ليبيا الشقيقة، فإننا نؤكد على دعمنا للمؤسسات الشرعية الليبية، ومساندتنا الكاملة لِكافة المساعي الرامية إلى تحقيق المصالحة الوطنية وترسيخ الأمن والاستقرار.

وفي هذا الصدد، فإننا نعبر عن ترحيبنا بمؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي ترعاه الأمم المتحدة، والذي يهدف إلى إيجاد مخرج للمأزق السياسي، والإعداد للانتخابات البرلِمانِية والرئاسية، المقرر إجراؤها قبل انقضاء العام الجاري.

ونهنئ العراق الشقيق على النصر الذي حققه على عناصر داعش الإرهابية، وَنعرب في الوقت نفسه عن دعمنا للجهود التي يبذلها لتعزيز الوحدة الوطنية وصيانة سيادة البلاد واستقلالها.

وأما بالنسبِة للوضع في اليمن الشقيق، فإننا نعيد التأكِيد على مساندتنا المطلقة للشرعية الدستورية، ممثلة بفخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي، ودعمنا للجهود الهادفة إلى إنهاء الصراع الدائر، وفقا لمضامِين المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216)، بما يحفظ وحدة البلاد وسلامة أَراضيها.

ونثمن التبرعات التي قدمها المانحون خلال مؤتمر جنيف  الأخير لدعم عمليات الإِغاثة الإنسانية.

وفيما يتصل بِالتطورات في الصومال الشقيق، فَإِننا نجدد دعمنا التام للجهود التي تبذلها الحكومة الصومالية بغية إعادَة بناء البنية التحتية ومواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، ومكافحة الإرهاب والتطرف واستتباب الأمن والاستقرار.

وفِي السياق ذاته، نجدد تضامننا مع جمهورية السودان الشقيقة، ومساندتنا لمساعيها الرامية إلى تعزيز النهضة التنموية وإرساء السلام والاستقرار في عموم البلد.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو

في ظل الواقع المرير الذي تمر به المنطقة العربية، والتحديات الجسام الماثلة أمامنا، فإننا نتطلع إلى أن تكون نتائج قمة الظهران على مستوى المخاطر المحدقة بالأمة، ونحن واثقون أن حكمة وحنكة خادم الحرمين الشريفين ستفضي إلى تحقيق النجاح المنشود في معالجة مختلف القضايا والملفات المطروحة على القمة.

ومن ثمّ، فإننا متفائلون بأن تشكل هذه القِمة مرحلة مفصلية في مسيرة العمل المشترك، وأن تسهم في صياغة واقع جديد يلامس آمال وطموحات الشعوب العربية، في ضوء محورية وثقل المملكة العربية السعودية الشقيقة، ودورها الريادي، والاهتمام الخاص الذي توليه لإصلاح منظومة العمل العربي المشترك.

وفي الختام، أجدد عميق شكري لحضرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عبد العزيز، ولحكومة المملكة وشعبها العزيز، على استضافة هذه القمـة والإعـداد الْجيدِ لإنجاحها. ونسْأل الله العلي القدير أَن يوفقنا جميعا لما فيه الخير لأمتنا وشعوبنا".

قضايا عديدة

وكان  القادة العرب  بحثوا في القمة 29 العديد من القضايا العربية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية في مقدمتها القضية الفلسطينية والصراع العربي - الإسرائيلي والانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة ومتابعة التطورات السياسية للقضية الفلسطينية وتفعيل مبادرة السلام، ودعم موازنة دولة فلسطين وصمود الشعب الفلسطيني، والجولان العربي السوري المحتل، والتضامن مع لبنان ودعمه. كما تضمن جدول أعمال القمة التقارير المرفوعة إلى القمة العربية ومنها تقرير رئاسة القمة السابقة (الأردن) عن نشاط هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات ، وتقرير الأمين العام عن العمل العربي المشترك وتطورات الأزمة السورية والوضع في كل من ليبيا واليمن إلى جانب دعم السلام والتنمية في السودان، ودعم الصومال ، بالإضافة إلى تطوير جامعة الدول العربية، وعقد قمة ثقافية عربية، والملف الاقتصادي والاجتماعي في ضوء مشاريع القرارات المرفوعة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري.

في سياق متصل، يحضر الرئيس جيله، اليوم الاثنين، مع قيادات عربية وأجنبية،  فعاليات ختام تمرين «درع الخليج المشترك 1» الذي تنظمه وزارة الدفاع السعودية في المنطقة الشرقية  بمشاركة 24 دولة من بينها جمهورية جيبوتي.

You may also like...