رئيس الجمهورية يشارك في القمة الثالثة لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي

يشارك رئيس الجمهورية السيد/إسماعيل عمر جيله في القمة الثالثة لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي «فوكاك» التي تنعقد أعمالها في العاصمة الصينية بكين، اليوم الاثنين وغدا الثلاثاء، تحت شعار: «التعاون المربح للجانبين... التكاتف لبناء مجتمع أقرب لمستقبل مشترك للصين وأفريقيا» بحضور قادة وزعماء 51 دولة أفريقية. وتركز قمة منتدى التعاون الصيني–الإفريقي 2018، وفقا للخارجية الصينية على عدة أهداف تتمثل في السعي للارتقاء بالعلاقات الودية بين الصين وإفريقيا إلى مستوى أعلى، وتحديد الاتجاه المستقبلي للعلاقات الصينية الإفريقية، وتعزيز التحول والارتقاء بالتعاون الاقتصادي والتجاري الصيني الإفريقي، ودفع التعاون الصيني الإفريقي نحو تحقيق تنمية أكثر تنسيقا وتوازنا، والمزيد من تنمية العلاقات الثنائية في الحقبة الجديدة. وكان رئيس الجمهورية قد عقد جلسة مباحثات أمس الأحد مع نظيره الصيني شي جين بينغ، تناولت العلاقات الثنائية والشركة الاستراتيجية القائمة بين البلدين في العديد من القطاعات الاقتصادية الحيوية بحضور الوفد الجيبوتي المرافق للرئيس، ووفد رفيع من الجانب الصيني.
كما تطرق الرئيسان الى القضايا المطروحة للنقاش في قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي بما في ذلك مبادرة الحزام والطريق التي يعول عليها في تطوير قنوات الاتصال وتعزيز الشراكة الاقتصادية بين الصين وافريقيا.
وقد أكد الزعيمان على رغبتهما المشتركة في العمل من أجل تعزيز مستوى التبادل والتعاون بين البلدين وشعبيهما الصديقين.
ورحب رئيس الجمهورية بالالتزام الواضح الذي تبديه الصين بدعم مساعي بلادنا لتحقيق التنمية المستدامة، فيما أكد الرئيس الصيني على متانة علاقات التعاون بين البلدين، مؤكدا حرص بلاده على دفع هذه العلاقات نحو آفاق أوسع في مختلف المناحي.
وعقب هذه المحادثات، وقع الجانبان أربع اتفاقيات، تتعلق الأولى بإدماج جيبوتي في مبادرة الحزام وطريق الحرير، وتتثمل الثانية في اتفاقية منحة بقيمة 100 مليون يوان لدعم مشاريع التنمية الكبرى في جيبوتي. فيما تتعلق الاتفاقية الثالثة بالتعاون بين الطرفين في مجال مكافحة البطالة وبناء المساكن، وتشمل إنشاء مركز للتدريب المهني في المنطقة الحرة الجديدة فيبجيبوتي والتي ستكون مجهزة بالكامل من قبل الصين، وبناء الصين 500 مسكن لصالح الشرائح الاجتماعية في جيبوتي، أما الاتفاقية الرابعة فتتعلق بتعزيز جهود مكافحة انعدام الأمن الغذائي.
وقد وقع على الاتفاقيات من الجانب الجيبوتي، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي السيد/ محمود علي يوسف.
من جهة أخرى، التقى رئيس الجمهورية بنائب رئيس وزراء الصين السيد/ هان تشنغ، وهو أيضا مكلف بالقضايا المتعلقة بالتخطيط وتقييم المشاريع وتصميم السياسات العامة والإصلاحات داخل الحكومة الصينية. وتركزت المحادثات خلال الاجتماع على كيفية بدء شراكات فعالة بين البلدين في مجال نقل المهارات والخبرات المتعلقة بإدارة المشاريع، لا سيما في المؤسسات العامة الكبيرة.
كما عقد رئيس الجمهورية لقاء مع رئيس الإدارة الدولية للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى السيد/ سونغ تاو، وتمحورت محادثات الجانبين في هذا اللقاء حول التعاون الثنائي بين البلدين في مجال التدريب المهني للشباب.
في سياق آخر، إلتقى رئيس الجمهورية يوم أمس الأحد في بكين بنظيره الرواندي بول كجامي، واستعرض معه علاقات الصداقة والتعاون القائم بين البلدين، كما تطرق الرئيسان الى جملة من الموضوعات الأخرى ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها التطورات في منطقة شرق أفريقيا التي تنتمي إليها جمهورية جيبوتي ورواندا، والجهود المبذولة لتعزيز السلام والاستقرار فيها.
ويرافق رئيس الجمهورية في مهمته الحالية في الصين وفد رفيع من بين أعضائه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد/ محمود علي يوسف، وزير الاقتصاد والمالية، المكلف بالصناعة السيد/ إلياس موسى دواله، ووزير الرئاسة المكلف بالاستثمارات السيد/ علي جيله أبو بكر، ووزير الطاقة المكلف بالموارد الطبيعية السيد/ يونس علي جيدي، بالإضافة إلى مدير عام مؤسسة كهرباء جيبوتي السيد/ جامع علي جيله، ورئيس سلطة الموانئ والمناطق الحرة السيد/ أبوبكر عمر هادي، ورئيس غرفة التجارة السيد/ يوسف موسى دواله.
وقال مسؤولون صينيون إن قمة منتدى التعاون الصيني الافريقي ستعزز دور أفريقيا في مبادرة «الحزام والطريق»، التي طرحها الرئيس «شي» لربط الصين برًا وبحرًا بشبكة بنية تحتية في جنوب شرقي ووسط آسيا والشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا، وتعهدت بكين بمبلغ 126 مليار دولار أميركي من أجل المبادرة.
وأعلنت الصين مشاركة أكثر من ألف ممثل أفريقي عن أكثر من 600 شركة ومجموعة أعمال ومؤسسة بحثية في فعاليات مؤتمر مديري الأعمال الصينيين والأفارقة، المعروف رسميًا باسم «الحوار رفيع المستوى بين القادة وممثلي الأعمال الصينيين والأفارقة»، وذلك خلال اليوم الاثنين وغدا الثلاثاء، في إطار سلسلة من المؤتمرات ضمن قمة بكين 2018 لمنتدى التعاون «الصيني – الأفريقي».
وقال مدير المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية، جيانغ تسنغوي، في مؤتمر، أمس الأول السبت، «تجاوزت طلبات الحضور توقعاتنا على نحو كبير، حيث بلغ عدد الممثلين الأفارقة 1069 شخصًا، وهو ما يمثل أكثر من نصف العدد الإجمالي للمشاركين».
وأضاف مدير المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية أن جميع الدول الأفريقية الـ53، التي تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين سترسل ممثلين عنها للمشاركة في المؤتمر، مشيرًا إلى مشاركة 67 شركة على قائمة «فورتشين 500»، بالإضافة إلى شركات صغيرة ومتوسطة تغطي القطاعات التقليدية، كالطاقة والمالية والزراعة والتصنيع والبنية الأساسية، وصناعات ناشئة، منها الإنترنت والتجارة الإلكترونية.
وتابع أن التعاون «الصيني - الأفريقي» في مجال التصنيع والتجارة والبنية الأساسية سيكون موضوع النقاش الرئيسي خلال الاجتماع، وأكد أن التصنيع شرط مسبق ونقطة جوهرية للدول الأفريقية لخلق فرص عمل، والحد من الفقر، وتحسين مستويات المعيشة، ومن ثم تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، لافتًا إلى أن الاستثمار الصيني سيساعد القارة في الارتقاء بالصناعة، وتعزيز قدرات النمو المحلية.
وأوضح المسؤول الصيني أن اقتصاديات الصين وأفريقيا تكمل بعضها بعضًا، وهناك إمكانية هائلة للمزيد من التعاون، متوقعًا أن تحقق مجموعات الأعمال في الجانبين تعاونًا مربحًا للجميع، بجودة أفضل ومستوى أعلى، ويركز المؤتمر على إجراءات تيسير الصادرات الأفريقية، ومساعدة الشركات الأفريقية في الاندماج في سلسلة القيمة العالمية، بالإضافة إلى توسيع التجارة «الصينية - الأفريقية»، وستجرى مناقشات بشأن التخطيط لمشاريع البنية الأساسية، وبنائها وتشغيلها، وتمويل الشراكة بين القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى بذل مزيد من الجهود لتطوير البنية الأساسية الأفريقية، ودفع التكامل الاقتصادي قدمًا.
وتجدر الإشارة إلى أن منتدى التعاون الصيني الأفريقي، كان قد تأسس رسميا عقب عقد المؤتمر الوزاري الأول للتعاون بين الصين والدول الأفريقية بالعاصمة الصينية بكين في الفترة من 10 إلى 12 أكتوبر 2000.
ومنذ نشأة المنتدى تطور حجم المبادلات التجارية بين الطرفين من 10.6 مليارات دولار عام 2000 إلى 201.1 مليار دولار عام 2014، مما يجعل الصين الشريك التجاري الأول للقارة، متفوقة بذلك على الولايات المتحدة وفرنسا اللتين كانتا تحظيان بحصة الأسد من التجارة الخارجية لدول أفريقيا.
كما شهدت الاستثمارات الصينية في أفريقيا انتعاشة كبيرة بعد العام 2000 بلغت 30 مليار دولار في العام 2014، أي أكثر من 60 مرة عما كان عليه الأمر في العام 2000، وتعهدت الصين بزيادة هذا المبلغ إلى حوالي مئة مليار دولار أميركي بحلول العام 2020. ووصل عدد المقاولات الصينية العاملة بأفريقيا إلى 2500 مقاولة توفر مئة ألف فرصة عمل.

المصدر :alqarn

You may also like...