رئيس الجمهورية يدشن طريق الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح

دشن رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله، الأربعاء الماضي، طريق تجوره - بلحو السريع ( طريق سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح ) الذي يربط مدينة تجوره ببلدتي دورا وبلحو على مسافة 112 كيلومترا، والذي سيكون من أهم طرق شبكة النقل البري في البلاد، وأكثرها حيوية وأهمية للاقتصاد الوطني. وجرت وقائع حفل تدشين مشروع الطريق في بلدة  دورا التي تقع على بعد 70 كم من مدينة تجورا، وذلك بحضور رئيس الوزراء السيد/ عبد القادر كامل محمد، ورئيس الجمعية الوطنية السيد/ محمد علي حمد، والعديد من أعضاء من الحكومة من بينهم وزير التجهيزات والنقل السيد/ موسى محمد أحمد، ووزيرة النقل الإثيوبية، ونائب المدير العام للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، بالإضافة إلى والي إقليم تجوره والمسؤولين المحليين وجماهير غفيرة من المواطنين قدموا من أنحاء مختلفة من البلاد للترحيب بالرئيس.

وفي كلمة له في الحفل أعرب رئيس الجمهورية عن سعادته برعاية حفل تدشين طريق تجورا - بلحو الذي أطلق عليه اسم أمير دولة الكويت سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، تأكيدا على متانة العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين الشقيقين.

وجاء في كلمة رئيس الجمهورية بالمناسبة ما يلي: « إنه من دواعي سروري أن أرعى حفل تدشين طريق تجورا – بلحو الذي يحمل إسم حضرة صاحب السمو الشيخ/ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت تعبيراً عن متانة العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين الشقيقين.

وإن إنجاز هذا الطريق سيشكلُ قيمة مضافة للإقتصاد الجيبوتي ودفعة جديدة لعجلة التنمية لهذه المنطقة وسيرفع حجم التبادل التجاري بين جيبوتي وإثيوبيا.

أعزائي المواطنين،

كما نعلم جميعاً فإن هذه المنطقة عُرفت قديماً بالتجارة عبر قوافل بين جيبوتي وإثيوبيا برًا ومن تجورا إلى مدينة زيلع بحرًا حيث كانت مدينة تجورا مركزًا تجارياً في المنطقة وها هي اليوم تستعيد دورها المحوري بعد إنشاء ميناء حديث وتدشين طريق يبلغُ طوله 112,5 كيلومتر.

أيها السيدات والسادة،،

إن الطريق الذي نفتتحه اليوم، يندرج في إطار الرؤية التنموية الإقليمية التي تستهدف تطوير البنية التحتية لبلدنا، والتي انخرط بمقتضاها كل من جيبوتي وإثيوبيا في مشاريع عملاقة من شأنها أن تُمَكِّنَ من تعزيز مسيرة التكامل الاقتصادي بينهما.

وفي هذا السياق، فإن طريق الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وخط السكة الحديدية، ومشروع الربط الكهربائي، ومشاريع مماثلة قيد التنفيذ وأخرى مُقَرَّرَة في المستقبل، تعكس كلها مدى الترابط والتفاعل الاقتصادي بين جيبوتي وإثيوبيا، والذي يمليه القرب الجغرافي والمنافع المشتركة والمصالح المتبادلة.

 

أيها المواطنون الأكارم

السيدات والسادة،،

إن تطوير البنية التحتية التي نقوم بها تَفْرِضُهُ مُتَطَلّبات العصر والمنافسة في مجال النقل عامة والنقل البحري خاصة.

وفي الواقع، فإن المشاريع التي يتم إنجازها في جيبوتي ودول المنطقة تُسهل الإندماج الإقتصادي بين دول القرن الإفريقي ونحن من جانبنا على إستعدادٍ تام للمساهمة بفعالية في هذه العملية من خلال تطوير الموانئ والطرق وسكك الحديد والنقل الجوي.

ونتطلع في المستقبل القريب إلى إطلاق مشاريع أخرى حيوية بدعم من أشقائنا وفي مقدمتهم دولة الكويت الشقيقة.

وفي الختام لا يَسَعُنِي إلا أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير للصندوق الكويتي الذي مَوَّلَ هذا الممر الهام، وأن أُعَبِّرَ في ذات الوقت عن وافر الامتنان والعرفان لدولة الكويت الشقيقة على مواقفها المشهودة إلى جانب جيبوتي منذ الاستقلال، والشكر موصول لمن تَحَمَّلَ عناء السفر لِيُشَارِكَ معنا في هذه المناسبة التاريخية».

بدوره، ألقى وزير التجهيزات والنقل كلمة جاء فيها « في هذه المناسبة التاريخية والمكرسة لتدشين طريق سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي يربط مدينة تجورا بقرية بلحو الواقعة على الحدود الجيبوتية الإثيوبية ، على أن أتقدم بجزيل الشكر لفخامة الرئيس الذي هندس هذا المشروع، كما أتقدم بالشكر لسمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت وحكومته، والشكر موصول للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية وشركة الخرافي التي نفذت هذا المشروع وأخرجته على الصورة التي ترونها، كما أتقدم بالشكر لأخي فهمي أحمد الحاج مستشار الرئيس لشؤون الاستثمار ، والمكتب العربي للاستشارات الهندسية الذي أشرف على المشروع».

وأضاف» إن هذا المشروع ليس أول مشروع تموله الكويت ولن يكون الأخير ،ويعكس مشروع طريق تجورا - بلحو هدفين مهمين لسياسة الحكومة يتمثلان في تعزيز التنمية الاقتصادية في إقليم تجورا، وإعطاء دفعة جديدة للتكامل الاقتصادي الإقليمي الذي تشترك فيه بلادنا مع جارتها إثيوبيا».

وأعرب وزير النقل في ختام كلمته عن شكره لجميع الجهات التي كان لها دور مساهم بشكل أو بآخر في تنفيذ مشروع هذا الطريق الحيوي.

من جهته، قال نائب المدير العام للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية «بادئ ذي بدء أتقدم بالشكر الجزيل لفخامة الرئيس إسماعيل عمر جيله ولمعالي وزير النقل في جمهورية جيبوتي الشقيقة وكافة العاملين معه على هذه الدعوة الكريمة لحضور افتتاح مشروع طريق الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح هذا الصرح الذي نفخر اليوم بتواجد افتتاحه، لم يكن ليتحقق لو لا تضافر جهود كافة الأطراف لتحقيقه.

تتميز العلاقات الكويتية الجيبوتية بطوابع عدة لعل أبرزها الجانب التنموي الذي نحتفل به اليوم إذ انطلقت أنشطة الصندوق الكويتي في العام 1979، ومن المفارقة أن تكون أولى التعاملات متمثلة بمعونة فنية لدراسة مشروعات التنمية الاقتصادية في جيبوتي، الأمر الذي يؤكد على الرغبة الأزلية لدى البلدين والشعبين في النهوض بآفاق التنمية على كافة الأصعدة.

اليوم ونحن نفتتح هذا المشروع الحيوي والذي يحمل اسما عزيزا علينا وهو طريق الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظ الله ورعاه ، كلنا أمل في أن يحقق كافة أهدافه الاجتماعية والاقتصادية والمتمثلة في تيسير الحصول على الخدمات التعليمية والصحية لسكان المدن والقرى التي يمر فيها الطريق وخلق مراكز اقتصادية جديدة على جانبي الطريق وتفعيل دور جيبوتي في نقل الفوسفات واليوتاس الخام من المناجم الواقعة في شمال إثيوبيا إلى ميناء تجورا».

أهمية طريق تجوره- بلحو

يستند مشروع طريق تجورا بلحو (طريق الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح) إلى رؤية اقتصادية تقوم على تطوير شبكة النقل البري في جيبوتي باعتبار ذلك من متطلبات استغلال موقع البلاد الاستراتيجي بغية تفعيل التنمية الاقتصادية وتعزيز القدرة التنافسية للموانئ الجيبوتية التي تعتبر بوابة لمنطقة الكوميسا والأسواق الأفريقية الأخرى.

ويرمي المشروع إلى تحقيق هدفين أحدهما محلي يتمثل في تفعيل النشاط التجاري والاقتصادي في إقليم تجوره عن طريق فك العزلة بين المناطق الساحلية والأجزاء الغربية الجبلية من هذا الإقليم، إذ تعتبر صعوبة النقل في تلك المناطق على رأس العقبات التي تعرقل النشاط التجاري المحلي. أما الهدف الثاني فهو ذو طابع إقليمي ويتمثل في فتح مسار ثان جديد للتجارة الإقليمية مع إثيوبيا وبقية دول المنطقة، إذ سيسهم هذا الطريق في إعادة الحيوية للنشاط التجاري على هذا المسلك الذي كان يوماً ما، المسار الرئيس للتجارة بين جيبوتي ودول المنطقة.

وعلى هامش هذه المناسبة، وضع رئيس الجمهورية حجر الأساس لمشروع  بناء طريق جديد يربط بين بولي-عديلو- دفينايتو، ويبلغ طوله حوالي 30 كيلومترًا .

 

 

المصدر : جريدة القرن

 

 

You may also like...