رئيس الجمهورية في كلمة العيد: جيبوتي منصة لا غنى عنها للتكامل الاقتصادي الإقليمي

أقام رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله، عقب أدائه لصلاة العيد مع جموع المصلين في ساحة جامع عوليد، يوم أمس الأول الثلاثاء حفل استقبال في حديقة القصر الجمهوري، بحضور أعضاء الحكومة وكبار المسؤولين في الدولة، ورؤساء البعثات الدبلوماسية وممثلي المنظمات الدولية المعتمدين لدى جيبوتي، إلى جانب حشد غفير من المواطنين. ووجه رئيس الجمهورية بهذه المناسبة كلمة عبر فيها عن أطيب تهانيه وأزكى تبريكاته للشعب الجيبوتي والأمة الإسلامية قاطبة، مؤكدا ما يحمله عيد الأضحى المبارك من معان سامية وقيم عظيمة تتمثل في التضامن والتعاضد والتآزر والتراحم والتكافل والتضحية والفداء والإخلاص لرب العالمين ونكران الذات والتجرد من الأنانية.

وعرج رئيس الجمهورية على الإنجازات التي أسفرت عنها جهود البناء والتنمية في القطاعات المختلفة بشكل عام، وقطاع البنية التحتية الذي شهد تطورا سريعا وطفرة نوعية في أدائه على وجه الخصوص، وأكد أن النتائج التي تحققت على أرض الواقع في هذا السياق، مبشرة، وتبعث على التفاؤل بشأن المستقبل، كما تشجع على المثابرة والمضي قدما.

وفيما يلي كلمة رئيس الجمهورية بمناسبة عبد الأضحى المبارك كاملة:-

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبي الرحمة والهدى، محمد بن عبد الله خاتم النبيين والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين..

 

الإخوة المواطنون.. الأخوات المواطنات..

 

المؤمنون والمؤمنات.. في كافة أرجاء المعمورة..

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

إنها لمناسبة عظيمة، يسعدني فيها أن أتوجه إليكم بأصدق التهاني القلبية وأزكى التبريكات بحلول عيد الأضحى المبارك، أعاده الله على شعبنا والأمة الإسلامية جمعاء باليُمن والخير والبركات.

كما أتوجه بتهنئة خاصة إلى حجاج بيت الله الحرام الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا، لأدائهم فريضة الحج امتثالا لقوله تعالى « وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ».

ونتضرعُ إلى المولى الكريم عز وجل، أن يغفر لهم ويجعل حجهم مبرورا وسعيهم مشكورا، وأن يعودوا إلى أوطانهم سالمين غانمين.

 

أيها الإخوة والأخوات،

إن عيد الأضحى المبارك، مناسبة جليلة نستذكر فيها قيمنا الإسلامية السمحة، قيم التضامن والتعاضد والتآزر والتراحم والتكافل والتواضع.

ونحن نستلهم هذه القيم العظيمة، يجب علينا أن نمد يد العون والمساعدة للفقراء والمحتاجين والمبتلين بالأسقام والأمراض، ليشاركونا فرحتنا ويعيشوا معنا أجواء هذه المناسبة السعيدة، المفعمة بالألفة والبهجة والسرور.

وعلاوة على تلكم القيم، فإن عيد الأضحى رمز للتضحية والفداء، والإخلاص والتسليم لرب العالمين، ونكران الذات والتجرد من الأنانية، وعلينا أن نستحضر هذه المقاصد النبيلة والمعاني السامية، لاستنهاض الوعي الوطني، وتغليب المصلحة الوطنية، والمصلحة العامة الجماعية على المصلحة الفردية.

 

السيدات والسادة، المواطنون الأعزاء،

بحمد لله وتوفيقه، فإن بلدنا بخير، ويسير بخطى ثابتة نحو الأمام. ونحن متفائلون بمستقبله. وإن الإصلاحات التي شرعنا فيها بدأت تؤتي ثمارها، وآخر ما تحقق من إنجازات في هذا المضمار، افتتاح المرحلة الأولى من أكبر منطقة تجارة حرة في أفريقيا.

وبالطبع، فإن هذه الإصلاحات الهيكلية الواسعة، التي طالت مختلف قطاعات البنية التحتية، تستهدف تسريع النمو، وتقليص البطالة، وتعزيز اندماج الاقتصاد الوطني في الاقتصاد العالمي، وتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة شاملة.

لقد أصبح بلدنا مهيئا أكثر من أي وقت مضى ليكون منصة لا غنى عنها للتكامل الاقتصادي الإقليمي. وإن الاستثمارات الهيكلية الكبرى التي قمنا بها في السنوات الأخيرة، لا تعدو كونها تجسيدا للطموح الذي كان يحدو بنا لجعل بلادنا مركزا لرفد التنمية الاقتصادية في المنطقة برمتها.

وفي الواقع، فإن النتائج الأولية مبشرة، وتشجعنا على المثابرة والمضي قدما في هذا الطريق.

ومن الأهمية بمكان، الإشارة في هذا الصدد، إلى أن بلادنا شقت طريقها نحو حجز مكانتها في المبادلات التجارية الدولية، والاضطلاع بدور مهم في العولمة الاقتصادية والتكامل الإقليمي، بفضل البنى التحتية، التي تمتلكها والمتمثلة في الموانئ، والمناطق الحرة، والاتصالات.

إن وحدتنا الوطنية وأمننا واستقرارنا، مكننا دون أدنى شك، من تعزيز المكتسبات، وتحقيق الإنجازات، التي من شأنها أن تسهم في تنمية وتطوير بلدنا الحبيب.

وإن التحسن المطرد في اقتصادنا، المصنف ضمن أسرع عشر اقتصاديات نموا في أفريقيا، يجعلنا متفائلين بشأن مستقبلنا.

ونحن عاقدون العزم على تسريع وتيرة الإصلاحات الرامية إلى بناء اقتصاد تنافسي متوازن ومتنوع، يمكن من استمرار وتعزيز الأداء الاقتصادي الجيد لبلدنا، ويكون له بالتالي انعكاس أكبر، وتأثير أبلغ على التنمية الاجتماعية.

 

أيها المواطنون الأكارم،

في غمرة احتفالنا بهذه المناسبة الجليلة، يجب علينا أن لا ننسى إخواننا الذين وقعوا ضحايا المآسي المروعة. وفي مقدمتهم أشقاؤنا الفلسطينيون الذين يرزحون تحت نير الاحتلال الإسرائيلي الغاشم الذي ينكل بهم علي مرأى ومسمع من المجتمع الدولي.

وإننا ندعو إلى وضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة، تعيش في سلام جنباً إلى جنب مع الدولة العبرية، وفقا لميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية.

ونعبر في الوقت ذاته عن تعاطفنا مع الشعب السوري الشقيق، الذي يمر بظروف صعبة، ويواجه مصيرا لا يستحقه. وندعو إلى الوقف النهائي للأعمال العدائية وعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.

كما نؤكد على تضامننا مع أشقائنا اليمنيين الذين يعانون من ويلات حرب يغذيها تمرد مسلح مدعوم من قبل قوى أجنبية. وسوف تواصل جمهورية جيبوتي حكومة وشعبا استقبال وإيواء الأشقاء اليمنيين الذين يضطرون للنزوح واللجوء إليها.

إخواني، أخواتي،

إننا نشكر المولى عز وجل على ما من به علينا من نعم ظاهرة وباطنة، ونسأله تعالى أن يحفظ بلدنا وسائر بلاد المسلمين من كل سوء، وأن يأخذ بأيدينا لما فيه خير أمتنا وصلاحها، إنه سميع مجيب.

أجدد لكم التهاني والتبريكات، سائلا الله العلي القدير أن يكلل أعمالنا بالتوفيق والنجاح.

عيد سعيد، وكل عام وأنتم بخير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

You may also like...