السفير بامخرمة يشارك في ورشة عن “الوجود الإيرانيّ في البحر الأحمر”

شارك السفير ضياء الدين بامخرمة بورقة بحثية في ورشة عمل بعنوان  "الوجود الإيرانيّ في البحر الأحمر والقرن الإفريقي"، نظمها المعهد الدولي للدراسات الإيرانية "رصانة" ومقره في الرياض.

وسلط بامخرمة الضوء على  الأهمية الاستراتيجية للبحر الأحمر، داعما حديثه بالشواهد التاريخية، كما استعرض أبرز  المبادرات الدولية والإقليمية للحفاظ على أمنه واستقراراه عبر مختلف العصور، بدءا من ميثاق جدة" الموقع في 21/4/1956 بين المملكة العربية السعودية ومصر والمملكة اليمنية المتوكلية.

دور جمهورية جيبوتي

وتحدث عن دور جمهورية جيبوتي من خلال موقعها الاستراتيجي المطل على مضيق باب المندب في الحفاظ على أمن البحر الأحمر ، وألقى الضوء على العلاقات السياسية المتوازنة التي تربط جمهورية جيبوتي بالقوى الدولية والإقليمية، وكذلك القواعد العسكرية الدولية في جيبوتي التي أنشئت لحماية الملاحة البحرية ومكافحة الإرهاب ومواجهة التحديات الأمنية التي تؤرق المنطقة والعالم بأسره.

ووقف مليا عند نقطة العلاقات الجيبوتية- الصينية، فقال "إن هذا الموضوع أصبح حديث وسائل الإعلام  في هذه الأيام، وأود أن أؤكد لكم أن جمهورية جيبوتي تحافظ على الأمن والاستقرار الدوليين  من خلال موقعها الجغرافي الفريد وأيضا ترتبط بعلاقات اقتصادية مع مختلف الدول مثل الصين التي بنت أربعة موانئ في جيبوتي وأسهمت في تطوير البنية التحتية، وذلك في إطار المصلحة والسيادة الوطنية".

التغلغل الإيراني في القرن الإفريقي

وتطرق بامخرمة خلال حديثه إلى مظاهر التغلغل الإيراني في القرن الإفريقي، مؤكدا أن طهران تهدف من خلال تغلغلها في بعض دول  المنطقة  إلى ترسيخ نفوذها السياسي، وتحقيق مصالحها الاقتصادية في ضوء العقوبات التي تضر إيران في القارات الأخرى، وكذلك صنع ممرات بحرية وبرية تقود إلى الميادين التنافسية ذات طابع المواجهة لإيران في الشرق الأوسط، ومن ثمّ نقل معاركها بعيدا عن مياهها الإقليمية، وأيضا زعزعة الأمن العربي، لأن غالبية الدول المطلة على البحر الأحمر هي دول عربية مختلفة مع الأطماع الإيرانية في المنطقة، وتأسيس وجود إيراني مادي على الأرض وبحري فعال في البحر الأحمر يقود لقناة السويس.

وفي ختام  حديثه دعا السفير بامخرمة إلى اعتماد صيغة مجلس تعاون أو منظمة إقليمية تجمع الدول المشاطئة على البحر الأحمر   على أن تكون هذه المنظمة بقيادة المملكة العربية السعودية لأسباب منها أسبقيتها في المبادرة إلى إقامة "نظام أمني مشترك" في البحر الأحمر، وما تتمتع به المملكة من علاقات قوية ومستديمة مع كل الدول المطلة على البحر الأحمر  عربية كانت أم إفريقية، مما تجلى واضحا في جهود المملكة للتقريب بين وجهات النظر في عدد من الدول الإفريقية، وهو ما انتهى بتوقيع اتفاقية سلام بين إثيوبيا وأرتيريا يوم الأحد 16 سبتمبر  2018م في جدة، ومصالحة بين جمهورية جيبوتي وأرتيريا في جدة نفسها يوم الاثنين السابع عشر من الشهر ذاته، برعاية  خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وبجهود دبلوماسية ذكية ومباشرة من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

محاور الورشة

وكذلك شارك في الورشة باحثون وخبراء في العلاقات الدولية تناولوا عددا من المحاور من بينها: "المشروع الإيرانيّ في البحر الأحمر"،  و"أنماط التحركات الإيرانيَّة في البحر الأحمر: الانعكاس والمواجهة"، و"أمن البحر الأحمر: الواقع والمستقبل"، و"أمن خليج عدن من وجهة نظر يمنية"، و"استراتيجيات إسرائيل  في منطقة البحر الأحمر".

وخلصت الأوراق العلمية إلى ضرورة تعزيز التعاون بين الدول المشاطئة للبحر الأحمر، مقترحة إنشاء مرصد للأمن البحري في إطار جامعة الدول العربية بهدف التعاون مع المنظَّمة البحرية الدولية في كل ما يتعلق بتهديدات الأمن البحري.

 

You may also like...